الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق للأمر بذكر قصة عاد لهؤلاء المشركين للاعتبار بها. و{اذكر} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{أخا عاد} مفعول به و{إذ} ظرف لما مضى وهو بدل اشتمال من {أخا عاد} لأن {أخا عاد} وهو هود يلابس وقت إنذاره وما وقع له معهم وجملة {أنذر قومه} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{بالأحقاف} حال من {أخا عاد} وليس متعلقا بأنذر كما يبدو لأول وهلة أي حالة كونهم كائنين بالأحقاف وأما صلة {أنذر} فستأتي فيما بعد.{وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} الواو اعتراضية والجملة معترضة و{قد} حرف تحقيق و{خلت النذر} فعل وفاعل و{من بين يديه} حال {ومن خلفه} عطف على {من بين يديه} وأن مصدرية أو مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وجملة {لا تعبدوا} خبرها وهي على كل حال مع مدخولها في محل نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بأنذر و{لا} ناهية و{تعبدوا} فعل مضارع مجزوم بلا الناهية و{إلا} أداة حصر ولفظ الجلالة مفعول {تعبدوا}.{إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} إن واسمها وجملة {أخاف} خبرها و{عليكم} متعلقان بأخاف و{عذاب يوم} مفعول به و{عظيم} نعت ليوم والجملة لا محل لها لأنها تعليل للنهي.{قالوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ الِهَتِنا} {قالوا} فعل وفاعل والهمزة للاستفهام الإنكاري وجئتنا فعل وفاعل ومفعول به واللام للتعليل وتأفكنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و{عن الهتنا} متعلقان بتأفكنا.{فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الفاء الفصيحة وائت فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر تقديره أنت ونا مفعول به و{بما} متعلقان بائت وجملة {تعدنا} صلة وإن شرطية و{كنت} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط وكنت كان واسمها و{من الصادقين} خبرها وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فائتنا بما تعدنا.{قال إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} قال فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو أي هود و{إنما} كافة ومكفوفة و{العلم} مبتدأ و{عند اللّه} ظرف متعلق بمحذوف خبر والجملة مقول القول.{وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ ولكني أَراكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} الواو عاطفة أي وأما أنا فإنما مهمتي التبليغ لا الإتيان بالعذاب إذ لست قادرا عليه وإنما القادر عليه هو اللّه تعالى. و{أبلغكم} فعل مضارع وفاعل مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به و{ما} مفعول به وجملة {أرسلت} صلة و{أرسلت} فعل ماض مبني للمجهول و{به} متعلقان بأرسلت والواو عاطفة ولكن واسمها وجملة {أراكم} خبرها و{قوما} مفعول به ثان وجملة {تجهلون} صفة لقوما.{فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} الفاء عاطفة على مقدر محذوف تقديره فأصروا على إلحاحهم وطلبهم العذاب فجاءهم فلما رأوه. ولما ظرفية حينية أو رابطة و{رأوه} فعل ماض وفاعل ومفعول به و{عارضا} حال لأن الرؤية بصرية وقيل تمييز و{مستقبل أوديتهم} نعت وجاز لأن الإضافة غير محضة فلم تفد التعريف فساغ وقوعها نعتا للنكرة أي متوجها وسائرا إليها وجملة {قالوا} لا محل لها لأنها جواب لما المتضمنة معنى الشرط على كل حال و{هذا} مبتدأ و{عارض} خبره و{ممطرنا} نعت لعارض وساغ النعت لما تقدم أي ممطر إيانا. وقال المبرد والزجّاج: الضمير في {رأوه} يعود إلى غير مذكور وبيّنه قوله: {عارضا} فالضمير يعود إلى السحاب أي فلما رأوا السحاب عارضا.{بَلْ هو ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ} {بل} حرف عطف وإضراب قال ذلك هود و{هو} مبتدأ و{ما} خبر وجملة {استعجلتم} صلة و{به} صلة و{ريح} بدل من {ما} أو خبر لمبتدأ محذوف أي هي ريح و{فيها} خبر مقدم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{أليم} نعت وجملة {فيها عذاب أليم} نعت لريح وقيل هو من كلام قول اللّه تعالى والأول أنسب وأقعد بالفصاحة.{تُدَمِّرُ كُلَّ شيء بِأَمْرِ رَبِّها} الجملة نعت ثان لريح و{تدمر} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هي و{كل شيء} مفعول به و{بأمر} متعلقان بندمر و{ربها} مضاف إليه.{فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ} الفاء الفصيحة أي قال هود ذلك ثم أدركتهم الريح فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم وإذا كان القول من اللّه تعالى كانت الفاء لمجرد العطف.{كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} {كذلك} نعت لمصدر محذوف و{نجزي} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره نحن و{القوم} مفعول به و{المجرمين} نعت للقوم.{ولقد مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} الواو واو القسم واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق و{مكناهم} فعل وفاعل ومفعول به و{فيما} متعلقان بمكناهم وما اسم موصول بمعنى الذي أو موصوفة وفي {إن} ثلاثة أوجه الأول شرطية وجوابها محذوف والجملة الشرطية صلة ما والتقدير في الذي إن مكنّاكم فيه طغيتم. والثاني أنها مزيدة تشبيها للموصولة بما النافية والتوقيتية. والثالث وهو الأرجح أنها نافية بمعنى ما أي مكناهم في الذي ما مكناكم من القوة والبسطة واتساع الرزق وإنما عدل عن لفظ ما النافية إلى أن تفاديا من اجتماع متماثلين لفظا وسيأتي مزيد بسط لهذا البحث في باب الفوائد و{مكناكم} فعل وفاعل ومفعول به و{فيه} متعلقان بمكناكم.{وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شيء}.{وجعلنا} فعل وفاعل و {لهم} متعلقان بجعلنا لأنها بمعنى خلقنا وسمعا مفعول به و{أبصارا وأفئدة} عطف على {سمعا} والفاء حرف عطف وما نافية و{أغنى} فعل ماض و{عنهم} متعلقان بأغنى و{سمعهم} فاعل {ولا أبصارهم ولا أفئدتهم} عطف على {سمعهم} و{من} حرف جر زائد و{شيء} مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول مطلق أي شيئا من الإغناء.{إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بآيات اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} {إذ} ظرف ماض يفيد التعليل متعلق بمعنى النفي لأن المعلل هو النفي أي انتفى نفع هذه الحواس عنهم لأنهم كانوا يجحدون وإلى ذلك أشار صاحب الكشاف قال: فإن قلت بم ينتصب إذ كانوا يجحدون؟ قلت بقوله تعالى: {فما أغنى} فإن قلت لم جرى مجرى التعليل؟ قلت لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك ضربته لإساءته وضربته إذا أساء لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته لوجود إساءته فيه إلا أن (إذ وحيث) غلبتا دون سائر الظروف في ذلك. حيث كاد يلحق بمعانيهما الوضعية. وجملة {كانوا} في محل جر بإضافة الظرف إليها وكان واسمها وجملة {يجحدون} خبرها و{بآيات اللّه} متعلقان بيجحدون. {وحاق} بهم الواو عاطفة و{حاق} فعل ماض مبني على الفتح و{بهم} متعلقان بحاق و{ما} فاعل {حاق} وجملة {كانوا} صلة الموصول وكان واسمها وجملة {يستهزئون} خبر و{به} متعلقان بيستهزئون.
وما ضرّه لواقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال لعمرك ما إن بان منك لضارب وقد جعلت إن صلة مثلها فيما أنشده الأخفش: هذا ما قاله الزمخشري والرواية في ديوانه: قال ابن جنّي: ما الأولى زائدة والثانية بمعنى الذي واسم إن مضمر فيها. وقال ابن القطاع: قال المتنبي ما الأولى بمعنى ليس والثانية بمعنى الذي. والمعنى يريد أنه ما الذي بان منك لضارب بأقتل من الذي بان لعائب يعيبك. يزيد أن العيب أشدّ من القتل وهذا من قول حبيب بن أوس أبي تمام الطائي:
|